عدد المساهمات : 201 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 31 الموقع : https://aziar.yoo7.com/
موضوع: طرفه وعبره الإثنين سبتمبر 20, 2010 10:38 pm
سمع رجل بخيل الإمام الحسن البصري - فقيه البصرة وعالمها الفذ الشهير - وهو يتحدث عن أعمال الخير والبر، ويحث الناس على المعروف ، ويأمرهم بالصدقة ، ويقول : " ما نقص مال من صدقة " ، وأن الله يرد للمتصدق المخلص الأمين ، ويضاعف له أضعافا كثيرة . فتأثر رجل كان بالمسجد وأعجبه كلام الشيخ ، وقال في نفسه : إذا كان الأمــــــــــــــر كذلك ، وتتضاعف الأموال بالصدقات فوالله لأتصدقن بكل ما معي ، وأضاعف مالي بأيسر طريقة ! وتصدق بماله كله . فافتقر . وانتظر سنة ، وأخرى ولم يأته شيء . فتوجه إلى الإمام الحسن البصري في المسجد وقال له : - ما هذا الذي صنعت بي ؟ سمعتك تتكلم عن الصدقة وتعد الناس بأن ما ينفق يرد مضاعفا ، وضمنت لنا الخلف . فأنفقت وتصدقت بكل ما معي ، وانتظرت ما وعدت ، ومضى عام وعام ، ولا أرى قليلا يأتيني ولا كثيرا . إن اللص كان يصنع أفضل مما صنعت بي ؟! فأفهمه الحسن أن الله يعطي من يشاء ، ما يشاء ، في الوقت الذي يشاء هو سبحانه . وأن قبول العمل عند الله بصدق النية والإخلاص له . فما كان لله ، تقبله الله ، وأكرم وأفاض ، قال تعالى : " ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا " . أما الذي يتصدق ويشترط الشــــــــــــروط ، ويعطي ليأخذ الأكثر ، فهو لا يستحــــــــــــق إلا الحرمان ، ولا ينجو من وساوس الشيطــــان !